فارسٌ لا ينحني للذُلْ
مقدمة:
اليوم حينما انفردتُ بذاتي أبكي حسرةً على ما مضى من ذكرياتٍ مؤلمه..
واسترجع شريط الماضي صورةً صوره.... حتى راودني الحزن الكئيب وشعور الأسى والفقد الموجع..،
اليوم هو ذكرى ارتحالها من هذهِ الدنيا ..، لقد رحلتْ وتركت بخلدنا ذكرياتٌ عظيمة ومواقفٌ لا تُنسى..!
فارسٌ لا ينحني للذُلْ
الجزء الأول:
أطبقت رغد جفنيها بحزن والدمع ينسابُ بين مقلتيها:"..آه،،.. أنا الأخت الكبرى لأخوتي أي أنني أنا المسئولة عن كل ما يتعلق بهم الآن..،، آهي يا اماه قد رحلتي ومضى على رحيلكِ شهرٌ ولكنه كالدهر بل وأكثر....."
رغد فتاة السابعة عشر ربيعاً..، تعيش مع والدها وأخيها فارس البالغ من العمر خمس سنوات وأختاها التوأمين اللتان لم يتجاوزن السنتان من العُمر سحر وغسق..‘
توفيت والدتها قبيل شهر فقط.. والدها رجلٌ ثريٌ جداً يمتلك من الأموال لا حصر لها
استدعى أبا فارس ابنته رغد ليحدثها على انفراد.."سهير"
سهير:عزيزتي رغد.. أنت تعلمين أن إخوتك صغار أي أنهم بحاجة لمن يرعاهم..
قاطعته رغد قائلة وعلامات الدهشة ترتسم في وجهها:أبي!! هل ترغب بالزواج؟! اعني هل ستتزوج على امرأة أخرى ولم يمض على وفاة والدتي حتى أكثر من شهر..
سهير:رغد،، غداً أم اليوم أم بعد غد.. لابد عزيزتي أن أتزوج لان أخوتكِ بحاجة لقدر من الحنان والرعاية..
أردفت رغد قائلة:أما الحنان فسأكون لهم الأم الحنون الرءوم يا أبي عند كل لحظة.! والأخت المحبة إلى النهاية وبالنسبة للرعاية فالخدم يا والدي يملئون القصر وبإمكانك أن تحضر لهم مربية أن أردت ذلك يا أبي..
رسم الوالد على محياه ابتسامة باهته:مازلتِ صغيرة على إدراك هذه الأمور يا عزيزتي... فأنا مرغمٌ على الزواج لا أريد أن اظلم إخوتك الصغار وأريدهم أن يعيشون حياة طبيعية كبقية الأطفال،، واعلمي أن الظروف هي من تحكم قراراتنا وأنا انظر نظرةً بُعديةً مستقبلية
أجابت رغد بيأس مطبق:افعل ما تشاء يا أبي..
سهير:لا أريد أن اراكِ حزينة وتغلب عليك الهموم أو قد يطرأ بذهنكِ أنني لم اكترث لوجهة نظركِ..، بل وعلى العكس ان حلولكِ تدل على وعيكِ وفطنتكِ.. ؛ وان مجرد تفكيركِ في حلول تكون في مصلحة إخوتك يوحي إليَّ بأن ابنتي العزيزة رغد تشعر بمسئولية جامحة تجاه اخوتها الصغار..
ساد الصمت فضــــــــاء الغرفة
أطبقت رغد هدبها في حيره:حسناً...... ولكن من ستحظى باختيارك يا ابي؟
سهير:هل تعرفين آنسة سمر؟!
قاطعته رغد:لا يا ابي....... ((بكت رغـــــــد))
احتضنها والدها:ما بكِ ماذا دهاكِ؟؟
امتزج صوت رغد بنشيج بكاءها:لا يا ابي أنا... سأصارحك وأبوح لك عما يدور بخلدي ((ازداد بُكاء رغد)) أبي؛ إنني اخشى من اختيارك... اخشى ان تكون لنا زوجة أب متسلطة قاسية لا تعرف للرحمة معنىً في قاموسها’’ من فضلك يا والدي سأختار لك بنفسي
سهير وقد بدا عليه العجب من نبرة ابنته واسلوبها التي اتبعته للمرة الاولى:ولكن الآنسه سمر ليست من هذا القبيل
اصبحت دموع سمر تنحدر برفق على وجنتيها فتبلل بها ثياب والدها...
قالتها بنبرةٍ مُنكسرة موجعه تشد من قميص أبيها ناحيتها:أبــــــــي... أرجــــــــــــــــــــــــــــــوك دعني اختار لك بنفسي ليطمئن قلبي أرجوك
لم يحتمل والدها تلك النبرة الحزينة والنغمة التي تقطع القلوب حتى أومأ بالإيجاب: كما تشائين يا عزيزتي ولكن كل شيء يهون إلا عبرتكِ هذه غالية جداً عليّ،، أريد منكِ مسحها حالاً..
****
ألقت رغد بنفسها في حضن نوراء صديقتها ... وفاضت عيناها بالدموع
رغد:لا اريد من ابي ان يتزوج لا اريد
نوراء:ان لم يتزوج اباكِ اليوم فسوف يتزوج في أي يومٍ آخر...
رغد:اعلم ذلك.،، ولكن الفكرة لم تروق لي
نوراء:ايضاً ليس من حقكِ الاعتراض مادمتِ سوف تختارين زوجة أبيك بنفسك مع ان من المفترض أن أباك هو من يختار له وليس انتِ....؛ حسناً ومن هي التي اخترتها؟!
رغد:خالتي نُهى
نوراء:لم أرها مُسبقاً..
رغد:وانا كذلك لا اعرفها جيداً ولكنها بما انها قريبتنا واخت امنا فبتأكيد هي الاكثر حِرصاً علينا......
نوراء:هل اخبركِ والدكِ بمن كان يريد ان يرتبط؟؟!
رغد:نعم كان يريد أن يرتبط بالآنسة سمر أحمد
نوراء:اعرفها جيداً إنها امرأةٌ طيبه جداً
رغد رفعت رأسها بثقه:هكذا هم دائماً يرتدون اقنعه مزيفه خادعه توهم الآخرين بأنهم ملائكه في عالم البشريه ولكنهم شياطين في أراضي الإنس وبمجرد حصولهم على مرادهم ونيلهم على كل شيء ترين العجب والعُجاب منهم
نوراء:رغد ما هذا الكلام؟! ماذا دهاكِ!!
طُرق الباب
فإذا بفارس يدخل وبيده ألواناً وورقه بيضاء....
فارس:انظري ماذا رسمتُ يا اختاه؟!
رغد:يا إلهي ما أروعها..! انت بحق فنانٌ مبدع يا اخي
خرج فارس والبسمةُ ترتسم على محياه البريء...
نوراء:ارى ان اخيك فارس اشد اخوتكِ تعلقاً بكِ
رغد:نعم.. بتُ ألحظ هذا الامر في الآونة الاخيرة
نوراء:حسناً عزيزتي متى ستعاودين الدراسة؟
رغد:حتى تستجد ظروفٌ في هذا القصر......
نوراء:ما قصدكِ بالظروف المستجدة....؟؟!
أجابت بامتعاض:أي زواج أبــــــــــــــــي