هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 انكسارات ليلة الاحتفاء.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جموح

انكسارات ليلة الاحتفاء. Default4



عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 01/11/2007

انكسارات ليلة الاحتفاء. Empty
مُساهمةموضوع: انكسارات ليلة الاحتفاء.   انكسارات ليلة الاحتفاء. Emptyالجمعة نوفمبر 09, 2007 4:31 am

انكسارات ليلة الاحتفاء..قصة قصيرة








انكسارات ليلة الاحتفاء. 535806_1-995

الأيام تمضي ببطء شديد وساعة الصفر تدنو، والمنزل في حالة تأهب..
تشعر الأم بخوف وقلق عينيها مع حلم يقظة.. كم اتمنى ان ينتهي هذا الكابوس الجاثم على صدري منذ أيام... لكن هيهات هيهات...
كم هو ضيف ثقيل ، يزور المنزل يعبث بأوقاته وأمواله ووجباته وأعصاب ساكنيه ويرحل ثم ما يلبث ان يعود.. ولكن هذه المره أشد وطئا.. فالزيارة قد تطول ويترتب عليها نتائج كثيرة..... يارب.. سلم سلم.
تنتبه على صراخ الزوج...
.. لقد نزعني نزعا من حلم جميل... تتأفف : انه لا يجيد سوى الصراخ... ماذا يريد ذلك المسمى أب؟ انه يصرخ مطالباً ابناءه بأعلى الدرجات وإلا فالويل.. الويل.
تحاول ان تتجاهله...تجول بين المطبخ وغرف الأبناء.. تعد الوجبات والمنبهات لتحفيز نشاط يفتر..
تكثف من وجودها بينهم، تشرح لهذا. وتحث هذا على الاجتهاد..
يرخي الليل ستائره المخملية المنقوشة بنجوم متلألئة... تفتح النافذة تأخذ نفسا عميقا...
تسري طاقة عجيبة في جسدها النحيل.. ترفع يديها المعروقتين. وتلصق كفيها المخشوشنتين ببعضهما تناجي من لا يرد سائله... بهمهمة لا يسمعها غيره «.. إلهي.. إلهي... يا مجيب السائلين، يا صرخة العاجزين، يا غياث المستغيثين.. اغثني وانجدني بتوفيق أبنائي...».
تهل الدموع ناظمة عقداً من ماء على صدر مليء بالأنين والخوف..
وعيناها المحارتان، تلتهبان بحرقة البكاء..
تشعر بالراحة... يزداد يقينها بقبول دعائها.... تأخذ نفسا عميقا.. عميقاً..
يقطع ذلك صوت شخير الوالد.. حفظه الله من كل سوء وهو يتقلب في فراشه.
تطلق زفرة مسموعة وتستدير الى الوراء قليلا.. وهي تمد سجادتها: الله اكبر..
تسجد طويلا وتدعو.
تنظر الى من حولها.. هدوء لافت...... ليل طويل..
عقارب الساعة تتحرك متثاقلة بطيئة.. وهي منهكة القوى.. تود لو تغمض قليلاً.. لكنها تقاوم النعاس..
بدأت الخيوط البيضاء تتسلل بين سواد الليل الحالك تتقدم الشمس التي تنثر ضياءها على الأرض.....
الأم تسرع لإعداد فطور شهي وإيقاظ ابنائها.. تراجع معهم الدروس، سريعاً.. تذكر هذا بمعلومة وتسمع لذاك وتتلو عليهم الأوراد وتودعهم بالدعوات والقبلات.
تتالت الأيام وليال عجاف، أكلن من روحها وجسدها.. وانتهى ضجيج الامتحانات وصخبها.
وجاء يوم الحصاد..
تسرع الخطوات.. تهرول نحو النافذة.. تترقب، تسترق السمع لصوت الباب الذي يفتح فيدخل الابن جذلا رافعأً شهادته بيده.. فتقبل الأم بسرعة وتسأل «بشرني... طمني.. ريحني».
فيرد الابن « وين ابوي؟ ابوي أول...انت بعدين»!.
تسير الأم تجر قدميها وراءه.. ترقب المشهد من بعيد.
يقبل الابن على والده.. ينادي بصوت عال «ابوي نجحت بامتياز» ويناول الشهادة والده الذي يتفحص قائمة الدرجات ويأخذ نفساً عميقاً وهو يداعب كرشه الناتئة بيده اليمنى «أبعدي.. ولدي رجال بيضت وجهي.. الله يبيض وجهك يوم لقاه».
ينتهز الابن الفرصة ويطلب الهدية
يرد الأب «تستاهل». يعقبها بضحكة مجلجلة.
الأم تتوسل: «وأنا.. الا استحق هدية أو كلمة شكر». يلتفت الأب إليها بازدراء وصلافة: «وأنت شو سويتي ما سويتي الا الواجب.. الولد هو اللي تعب ودرس ونجح ويستحق هدية».. ويهز الابن رأسه طرباً مثنياً على «درر والده».. يضع الابن البار الشهادة على الطاولة ويشير إلى الشهادة بأصبعه وهو ينظر لوالدته.. يستحث والده للذهاب...
تنكمش الأم في زاوية الغرفة وتسمر نظراتها في الجدار.. جاهدت البكاء.. لم تستطع من هول الصدمة.. تحجر الدمع الصافي كلآلىء المحارات.... كم هو الجحود موجع كخنجر غادرة..!
تفيق على صفق الباب.. الابن والأب قد غادرا منتشين.. وهي تحصي أنفاسها ولوعة الألم وليالي سهد: «ما يضيع عند الله شي».!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انكسارات ليلة الاحتفاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 
..::.سَحَابَاتْ أَدَبِيْة..::..
 :: حكاية سُحُبْ
-
انتقل الى: